تشهد منصة التواصل الاجتماعي اللامركزية “بلوسكاي” (Bluesky) نموًا ملحوظًا في أعداد مستخدميها، وذلك بعد سلسلة من التغييرات المثيرة للجدل التي أجرتها منصة “إكس” (تويتر سابقًا). فقد أعلنت “بلوسكاي” مؤخرًا عن استقبالها لنحو 500 ألف مستخدم جديد في يوم واحد، وهو ارتفاع يُعتقد أنه جاء نتيجة للتعديلات غير المرغوب فيها التي شهدتها منصة “إكس” في الآونة الأخيرة.
التغييرات في منصة “إكس” تُحفّز الهجرة إلى “بلوسكاي”
من أبرز التغييرات التي أثارت استياء مستخدمي “إكس” هو الإشعار الذي تلقّوه بأن منشوراتهم ستصبح مرئية للمستخدمين الذين قاموا بحظرهم سابقًا. وعلى الرغم من أن الحسابات المحظورة لن تتمكن من التفاعل مع هذه المنشورات أو التعليق عليها أو إعادة نشرها، إلا أن هذا التعديل يُعتبر تحولًا جوهريًا في وظيفة ميزة الحظر، مما يثير مخاوف بشأن تعرض المستخدمين للمضايقات أو التحرش.
بعد إرسال هذا الإشعار الصريح بالتغيير، عبّر العديد من مستخدمي “إكس” عن استيائهم وسخطهم، مما فتح الباب أمام “بلوسكاي” لاستقطاب المزيد من المستخدمين الباحثين عن بدائل أكثر احترامًا لخصوصيتهم وأمانهم الرقمي.
“بلوسكاي” تستفيد من الأزمات وتُعزّز مكانتها
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستفيد فيها “بلوسكاي” من التحديات التي تواجهها منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. ففي أغسطس الماضي، أعلنت المنصة عن زيادة في أعداد مستخدميها بواقع مليوني مستخدم، وذلك إثر حجب منصة “إكس” في البرازيل. هذا النمو السريع يعكس قدرة “بلوسكاي” على تقديم بديل فعّال وجذاب للمستخدمين الباحثين عن منصات تواصل اجتماعي أكثر شفافية ولامركزية.
ما هي “بلوسكاي” ولماذا تجذب المستخدمين؟
تأسست “بلوسكاي” كمشروع يهدف إلى إنشاء معيار مفتوح ولامركزي لمنصات التواصل الاجتماعي، مما يسمح للمستخدمين بالتحكم الكامل في بياناتهم ومحتواهم. تعتمد المنصة على بروتوكول “AT Protocol” الذي يتيح التفاعل بين شبكات اجتماعية مختلفة بشكل سلس وآمن. هذا النهج اللامركزي يمنح المستخدمين حرية أكبر وخصوصية محسّنة، بعيدًا عن سيطرة الشركات الكبرى.
تحديثات شروط الخدمة في “إكس” تُثير القلق
في سياق متصل، أثارت تحديثات شروط الخدمة الخاصة بمنصة “إكس” مخاوف كبيرة بين المستخدمين، خاصة فيما يتعلق باستخدام بياناتهم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. تضمنت الشروط الجديدة بندًا يمنح “إكس” الحق في تحليل النصوص والمعلومات التي ينشرها المستخدمون لأغراض تدريب هذه النماذج، وهو ما يُعتبر انتهاكًا محتملاً للخصوصية. من المقرر أن تدخل هذه الشروط حيز التنفيذ في منتصف نوفمبر المقبل، مما يزيد من قلق المستخدمين ويدفع المزيد منهم للبحث عن بدائل.
ومع تصاعد المخاوف بشأن الخصوصية والتحكم في المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي التقليدية، تبرز “بلوسكاي” كخيار واعد للمستخدمين الذين يسعون إلى تجربة تواصل اجتماعي أكثر تحررًا ولامركزية. ومع استمرار التحديات التي تواجهها المنصات الأخرى، قد نشهد مزيدًا من التحولات في مشهد التواصل الاجتماعي العالمي.